رئيس الدولة: نحن لسنا صغارا.. ولا مجال لبناء نظام عالمي على حسابنا
أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيد أنّه لا مجال مستقبلا لعلاقات تنبني على مبدأ الكبير والصغير والقوي والضعيف، قائلا "لا يمكننا الذهاب إلى عالم أفضل بهذه الطريقة ونحن لسنا صغارا''.
وأوضح في كلمة ألقاها خلال مائدة مستديرة بقمة باريس بحضور رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا ورؤساء التشاد وسريلانكا والوزير الأول الرواندي ورئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، كما حضرها كبار المسؤولين والخبراء من هياكل اقتصادية ومالية إقليمية ودولية أنّه لا يمكن بناء نظام ماليّ جديد بنفس المقاييس ونفس المبادئ التي تم وضعها إثر الحرب العالمية الثانية.
وأضاف سعيّد "كنا تحت الاستعمار ولم نشارك في وضع القواعد.. هل يمكننا أن نبني مستقبلا لشعوبنا وللانسانية بناء على هذه الاتفاقيات.. هل يمكن أن ننطلق من جديد بناء على تصور بائدا ولم يعد صالحا للاستعمال" وفق قوله.
واستدرك رئيس الجمهورية "اعتقد انه يجب ان نفكر بطريقة مختلفة تماما عن التفكير الذي كان سائدا منذ سنوات ولم يؤدّي إلا الى تعميق التفاوت بين الجزء الشمالي من الكرة الارضية والجنوب الذي لا يزال يعاني بعد أكثر من 7 عقود من الفقر والبؤس والحرمان والارقام التي تم تقديمها خلال المائدة المستديرة تدلّ على أن الوقت قد حان بالنسبة للانسانية جمعاء لان نفكر في وسائل مختلفة وان ننظر الى الماضي والامه ومن تسبب في ذلك".
كما تساءل "لماذا في قارتنا الافريقية أمل الحياة لا يزيد في بعض الدول عن 40 سنة لماذا يموت الاطفال من الجوع ومن الحروب التي يتم اشعال نيرانها ويكون ضحاياها من البؤساء والفقراء الذين لا يجدون الماء الذي يمكن أن يطفئ عطشهم ؟".
وقال رئيس الدولة "لا يمكن أن نبني من جديد الا اذا صارحنا انفسنا وواجهنا الواقع بكل مسؤولية.. من الذي يتحمل مسؤولية الانحباس الحراري هل نحن من تسببنا فيه وفي انحباس الامطار؟ من الذي يتحمل نتائج الجوائح التي عرفها العالم وكنا ايضا من ضحاياها.. من المتسبب في الجوع وفي الجوائح التي راح ضحيتها ملايين من الابرياء وأنتم تعلمون على ماذا تحصل الافارقة وعلى ماذا تحصل الجزء الاخر من العالم".
ودعا رئيس الدولة الى شراكة حقيقية وبناء عالم جديد تستفيد منه الانسانية، قائلا "اذا كان العالم اليوم يعيش ازمة فلا يمكن حلها الا بناء على قواعد العدل والانصاف على المستوى الدولي لتحقيق العدل والحرية وبناء نظام عالمي جديد مبني على الندية والمساواة بين الشمال والجنوب وتحقيق المثل العليا التي يشترك فيها الجميع لان الابقاء على هذا النظام الذي بلغ مداه لن يتقدم بنا الى الامام ولا نريد ان نكون من ضحايا هذا النظام العالمي الذي يمكن ان يبنى مرة اخرى على حساب مآسينا ودماءنا.. نريد عالما جديدا يقوم على ان ننظر للانسانية نظرة واحدة".